أفادت
المصادر التي سبقت الفترة المرينيةأي قبل تأسيس قلعة تاوريرت خصوصا تلك
التي جاءت على لسان الرحالة الجغرافيين كابن حوقل وأبي عبيد الله
البكري والشريف الإدريسي بأن تاوريرت كانت مركزا تجاريا مهما في طرق
تجارة القوافل الصحراوية كما يؤكد "فوانو" على لسان مارمول كربخال
بأنها كانت من المدن الأساسية في المغرب قبل الفترة المرينية وهذا إن
دل على شيء فإنما يدل على أهمية المدينة من .جهة
وأقدميتها من جهة أخرى.
على
تل مرتفع قرب نهر زاع ". تحيط بها أراضي زراعية جيدة، لكنها لا تمتد
بعيدا لمحاداتها صحراء وعرة جافة، وتتاخم هذه الصحراء من جهة الشمال
صحراء كرط ومن الجنوب صحراء الظهرة ومن الشرق صحراء أنكاد حيث تبتدأ
مملكة تلمسان ومن ومن الغرب صحراء تافراطا المتاخمة لمدينة تازا " ونحن
نعلم ما لكلمة "قديمة" من دلالة وأبعاد و"الأفارقة" كمصطلح تاريخي الذي
يرجع استعماله حسب النصوص إلى القرن الثالث قبل الميلاد من طرف
اللاتنيين للدلالة في أول الأمر على السكان الذين كانوا تحت رقابة
قرطاج، للإشارة فقد وقع بعض التردد للمؤرخين القدامى والمحدثين في
استعمال هذا المصطلح فالبعض استعمله للدلالة على سكان إفريقية -تونس
الحالية- وعند البعض الآخر فإن .كلمة
الأفارقة كانت تعني سكان إفريقيا الشمالية كما هو الحال عند سالوست
وبلين الشيخي.
وبغض
النظر عن اختلاف المؤرخين في استعمال
هذا المصطلح، يبقى بناء مدينة تاوريرت
من طرف الأفارقة كما ورد ذلك عند حسن
الوزان ذو أهمية بالغة للدلالة على
أقدمية المدينة، التي يؤكدها كذلك "البيدق
" عند حديثه عن رحلة عودة ابن تومرت
من ديار المشرق ووقوفه بتاوريرت التي
كانت تعرف آنذاك بقرية صاء. وطالما أنه
لم تتوفر أية إشارة تاريخية، تتعلق
بتأسيس مدينة تاوريرت قبل الحقبة
المرينية، ماعدا تلك التي جاءت على
لسان الحسن الوزان والتي تتعلق
بالتأسيس الأزلي، تبقى إذن تاوريرت
القديمة أزلية لا يعرف بانيها ومخططها
وبداية تاريخها قبل الفترة المذكورة،
وهذا يحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب
من طرف الباحثين والمهتمين بعلم
الآثار لفك الغموض حول فترة .التأسيس
المجهولة هاته. |